أكثر من 13 شهرٍ مرّت على بدء حرب الكيان الصهيوني على قطاع غزة المُحاصر، وأكثر…
الحسكة.. محط الأطماع وحقوق الشعب المسلوبة
لا تزال المنطقة الشرقية من سوريا محط أطماع قوى الاحتلال العالمية والإقليمية وعلى رأسها نظام الأسد الطائفي ومن خلفه الاحتلال الروسي والإيراني، فقد سال لعاب تلك القوى للسيطرة على شرق وشمال سوريا وبالذات محافظة الحسكة وريفها لما تملكه من مقومات الدولة والموارد البشرية والاقتصادية، إلى جانب الكم الهائل من الثروات الباطنية وأهمها النفط والغاز، حيث تعتبر المنطقة سلة سوريا الغذائية لاحتوائها على محاصيل القمح والشعير والقطن الذي يعتبر مورداً رئيسياً للبلاد.
ثورة أبناء الجزيرة في 2011 ضد التمييز والظلم:
لم تتأخر مناطق الجزيرة السورية – التي تحوي خليطاً سكانياً من العرب والأكراد – عن الالتحاق بالحراك الثوري المبارك عام 2011، فبالإضافة لأسباب الثوة المعروفة كان لدى المجتمع هناك أسبابه الأخرى منها تهميش عموم السكان من كرد وعرب وغياب أي خطط لتحسين الأوضاع الاقتصادية بالرغم من احتواء مناطقهم على أهم الثروات السورية خصوصاً النفط والزراعة، الأمر الذي ولّد لدى أبناء المحافظة شعوراً بالظلم الشديد، فكانت أولى المظاهرات في مدينة عامودا بمحافظة الحسكة في نيسان عام 2011 ثم ما لبثت أن اتسعت رقعتها لتشمل مدناً وقرى عديدة في سائر الجزيرة، منها القامشلي والحسكة وغويران والصور والشدادي ورأس العين والدرباسية وغيرها.
خطة نظام الأسد لكسب مقاتلي الأكراد لصفه:
رغم ممارسة نظام الأسد تحت حكم البعث لسياسة القمع الطويلة ضد الأكراد في الشمال السوري، والعمل على التلاعب بديموغرافيا المنطقة وتعزيز التمييز والأحقاد بين أبناء المحافظة طوال فترة حكمه إلا أن ميليشيات النظام في عام 2012 انسحبت من المناطق ذات الكثافة الكردية لصالح “قسد” – وحدات حماية الشعب سابقاً – والتي لم تخفِ أنها تمتلك مشروعها الخاص بالاتفاق مع النظام البعثي، وهو ما أكدته لاحقاً – بحسب ناشطون – ممارستها القمعية ضد كل من ثار على نظام الأسد الطائفي خصوصاً داخل الصف الكردي وبهذا أصبحت الوحدات هي الطرف المسيطر على محافظة الحسكة وريفها الشمالي، في حين أبقى النظام على بعض قواته في أحياء من مدينتي الحسكة والقامشلي ومطارها، بينما سيطرت داعش على بعض أجزاءها الجنوبية كالشدادي والهول وغيرها والتي أعادت قسد السيطرة عليها لاحقاً.
محاولة المحتل الروسي إعادة أهالي الجزيرة لحظيرة الأسد:
لا يدخر الاحتلال الروسي جهداً في محاولاته المستمرة شرق الفرات، لكسب انتصارات عسكرية على الأرض والدفع بعصابات الأسد للتحالف مع قسد ضد الجيش الوطني وتركيا في المعارك الدائرة في ريف الحسكة، حيث دخلت ميليشيات الأسد مناطق ريف الحسكة للمرة الأولى منذ عام 2012 خلال عملية نبع السلام، يأتي ذلك لعدة أمور منها رغبة الميليشيات بالعودة إلى منابع النفط والاستفادة منها في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها النظام في مناطق سيطرته إثر العقوبات الأمريكية، ومحاولة روسيا تحقيق مكسب سياسي وإعادة شرعية النظام المجرم دولياً، بل وإعادة حكم البعث من خلال التفاهمات الدولية ليجثم على صدور السوريين مما يعني مزيداً من الدماء والاعتقالات والتهجير.
يقول الصحفي الكردي “عكيد” المقيم في محافظة الحسكة لصحيفة “هآرتز” الإسرائيلية: “نحن خائفون حتى الموت، فعودة الأسد تعني عودة أيديولوجيا البعث، والحرمان من اللغة والجنسية والخدمة الإلزامية في جيش الأسد، والقبض على قيادات قسد بالإضافة لقائمة طويلة من المطلوبين لقتل مليشيات الأسد”.
إن الشعوب لا يمكنها أن تتحرر من الظلم سوى بأيديها وبانتفاضتها وخوض حرب التحرير بكافة وسائلها السلمية والمسلحة ضد الاحتلال، ومما يثبت ذلك خروج أهالي درعا قبل أيام بمظاهرات رغم سطوة مخابرات الأسد، حيث طالبوا بالمعتقلين، فقامت مليشيات الأسد راغمة بالإفراج عن 118 معتقل بينهم نساء وأطفال مع وعود بالإفراج عن معتقلين آخرين.
This Post Has 0 Comments